داخشتاين سالزكامرغوت
سيقع كل من يزور منطقة سالزكامرغوت في قلب النمسا بحبها من النظرة الأولى، بل وستفتنه جمال طبيعتها الساحرة. تتالى مشاهد السهوب المورفة والغابات الكثيفة والبحيرات الكريستالية أمام خلفية من الجبال الشاهقة، بينما تنتشر القرى والبلدات التي تبدو وكأنها خارجة من كتب القصص الخيالية مع أشغالها اليدوية التقليدية بين جنبات هذه المشهد الملهم.
معالم يونسكو، منجم ملح قديم، وسحر جبال الألب النمساوية
سيتمكن الزوار الشغوفون بالتاريخ والتقاليد المحلية من إرواء ظمئهم لبعض المعالم التاريخية عند زيارة هالشتات Hallstatt، التي تعتبر أقدم قرى النمسا ولعلها تكون أكثرها ظهوراً في الصور. تُعتبر الجولات السياحية في أقدم منجم ملح في العالم، والنزهات في كنفات أنابيب إمداد الملح العتيقة وزيارة المناجم والمتاحف من التجارب التي لا يجب تفويتها في هالشتات. هذا ويمكن اكتشاف معالم التراث العالمي المحلية من خلال زيارة أماكن ساحرة أخرى مثل: داخشتاين كريبينشتاين Dachstein Krippenstein، غوساوكام Gosaukamm، المناطق المحيطة ببحيرة هالشتات والبحيرات في غوساو Gosau. وتتمتع مجمعات التراث العالمي لليونسكو بسحر خاص لا يخبو مع الزمن وقد استطاعت كلاً منها الحفاظ على تراثها وتقاليدها على مر الأيام، وهي باد غويسرين Bad Goisern المطلة على بحيرة هالشتات، هالشتات، أوبرتراون Obertraun و غوساو Gosau في داخشتاين.
على الرغم من غِنى منطقة داخشتاين سالزكامرغوت بالمعالم التاريخية إلا أن ذلك لا يعكس سوى وجهاً واحداً من جمالها، فإلى جانب ذلك فإنها تُعتبر وجهة ممتازة لقضاء عطلة مليئة بالأنشطة حيث أن الجبال والسهول والبحيرات توفر فرصاً لا تُعد ولا تُحصى لقضاء وقت ممتع في قلب الطبيعة.
ينتظر عشاق المشي في الجبال درباً يُعتبر الأكثر متعة في منطقة سالزكامرغوت حيث يقود الخُطى مرتفعاً ليصل قرب كتل داخشتاين العظيمة. وبلا شك، فإن محبي المرتفعات سيكون لهم حصة الأسد من المتعة عند زيارة جبال الألب النمساوية حيث تنتظرهم مشاهد لا يمكن تخيلها سوى في الأحلام. مهما بلغ عناء التسلق فإن منصات المشاهدة، الجسور المعلّقة والبارات البانورامية ستذهب بالتعب بعيداً وستجعل من اكتشاف الجبال تجربة لا تُنتسى.
هالشتات
يعود تاريخ استخراج الملح في هالشتات لأكثر من 7000 سنة، وتُعتبر هذه الصناعة السر وراء ازدهارها منذ العصور الوسطى. ترك هذا الأمر بصمات واضحة على القرية بدءاً من اسمها والذي تعني ترجمته الحرفية "مستوطنة الملح"، مروراً بمفاصلها الحيوية وانتهاءً بهندستها المعمارية الأنيقة. أما مشاهد هالشتات-داخشتاين Hallstatt-Dachstein الألبية التي تُعتبر جزءاً من سالزكامرغوت وبالتالي من سلسلة جبال الألب الشرقية فهي لوحة من الدراما البصرية التي تنبثق فيها الجبال الشاهقة فجأة من بين الوديان الضيّقة.
يشكل التزاوج اللافت بين الأهمية التاريخية لهذا المكان مع مشاهد الطبيعة الفريدة فيه علامة جذب فارقة جعلت الزوار يقصدونه من كافة أنحاء العالم. ولعل هذا السبب أيضاً هو ما دفع بالمهندسين الصينيين لبناء نسخة عن قرية منجم الملح في الصين.
على ضفاف بحيرة هالشتات Hallstätter See تسترخي قرية هالشتات التي يقطنها أقل من 1000 نسمة على منحدرات الجبال العالية. تضم هالشتات أقدم منجم ملح في العالم، وقد تم تصنيفها ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو إلى جانب داخشتاين سالزكامرغوت.