مواكب الماشية في النمسا
تعرّف عن كثب على عادات وتقاليد الاحتفالات في المناطق الجبلية!

في الخريف، تبهرنا مواكب نقل الماشية بما تضمه من حيوانات مزيّنة بأجمل الزخارف والألوان. وتأتي هذه العروض احتفالاً بنهاية صيف الألب، في أجواء تغمرها مشاعر الامتنان لعودة ال

اعتماداً على الطقس، يمتد صيف جبال الألب من يونيو حتى أكتوبر. ويجري الاحتفال بعودة الحيوانات ورعاتها إلى الوادي في العديد من المناطق بمواكب " ألمابتريب" المبهرة وبالتقاليد المحلية الأصيلة.

في كل عام، يقوم المزارعون والرعاة والعاملات في إعداد الألبان، بقيادة حيواناتهم من الوادي إلى المراعي الجبلية في فصل الربيع. هناك، في أعالي جبال الألب، تجد الأبقار والأغنام والماعز والخيول مروجاً خصبة وأعشاباً برية غنية ومغذية بشكل خاص. كما تستفيد الطبيعة من إقامة الحيوانات الصيفية في الجبال، إذ تلعب الزراعة الألبية دوراً محورياً في الحفاظ على المشهد الثقافي ومنع النباتات البرية من اكتساح الأراضي.

العادات الألبية في مختلف المناطق

"غرو-ناخت" في تيرول

مواكب الماشية في فيلدشوناو

تقضي الماشية فصل الصيف في رعي الأعشاب في 46 مرعى جبلياً على ارتفاع نحو ألفَي متر فوق مستوى سطح البحر، عالياً فوق وادي فيلدشوناو. وقبل أن ينتهي الصيف الألبي، يحافظ الرعاة على تقليد عزيز: "غرو-ناخت"، الليلة الأخيرة على الجبل، والتي تتضمن الاحتفال مع أشهى الأطباق وبرفقة الأحباء.

لكن الرعاة بحاجة لبعض الراحة، لأن يوم ألمابتريب يحلّ سريعاً، والذي يحتّم عليهم قيادة الماشية المزينة بالزخارف الملونة بأمان نحو أسفل الوادي، وهناك، يُستقبلون بالموسيقى والاحتفالات. ويُضفي سوق المزارعين والحرفيين حيوية إضافية على الأجواء، حيث تُقدَّم التخصصات المحلية مثل برو داكرابفن، شمازلنودلن وكراوتينغر — وهو مشروب محلي يُصنع من اللفت.

الخيول الصغيرة والبرية في تيرول

مواكب خيول هافلينغر في إيبس

في إيبس، يتم تربية خيول هافلينغر بانسجام تام مع الطبيعة، ويشمل ذلك قضاء خمسة أشهر من السنة في المراعي الألبية. وفي ثاني سبت من شهر أكتوبر، تعود الخيول الصغيرة البرية إلى المزرعة. ويتولى كل واحد من مربّي الخيول، قيادة فحل من الفحول الخمسين تقريباً.

هذا ويستطيع الراغبون في الانضمام إلى المرحلة الأخيرة من الموكب، التجمع عند نُزل أوبرفيرت في إيبس، ومن هناك يستمر الموكب نحو ساحة فوهلنهوف.وبعد تقديم الخيول الصغيرة رسمياً، يُختتم الصيف الألبي بأجواء احتفالية مليئة بالبهجة.

موكب مهيب للماشية في ستيريا

عودة خيول الليبيزانر إلى ديارها في بيبر

تقع مزرعة ليبزانر النمساوية في بيبر قرب كوفلاخ في ولاية ستيريا. ولتنمية الثبات والقوة في الأوتار والمفاصل منذ الصغر، تقضي الفحول الصغيرة — التي تتراوح أعمارها بين سنة وثلاث سنوات — فصل الصيف في ستوبالم على ارتفاع 1500 متر فوق مستوى سطح البحر. وفي سبتمبر، تعود الخيول الرمادية والسوداء، مزينة بزخارف بسيطة، إلى الوادي. وقبل الوصول إلى المزرعة في بيبر، تتلقى الخيول البركة في فناء كنيسة ماريا لانكوفيتز للحج.

ويُحتفل بـ ألمابتريب في ماريا لانكوفيتز وكوفلاخ وبيبر بالموسيقى والأطباق المحلية التقليدية.

موكب الأغنام في تارينز بتيرول

عرض مذهل للأغنام

في كل صيف، ترعى الأغنام والحملان في مرعى هينتربيرغ-آلم كما تمليه التقاليد. وتستغرق رحلتها العودة إلى الوادي أكثر من ثلاث ساعات، مع محطات توقف منتظمة لتناول الماء. بعض الحيوانات تُزيَّن بأغصان التنوب وزهور ورقية ملونة، إذ أن الزهور الحقيقية لن تصمد طويلاً فالأغنام ستأكلها ببساطة.

أثناء موكب تارنزر شافشيد، يمر نحو ألف خروف عبر الزقاق الضيق تروجغاسي، ثم تتجمع الحيوانات في بانغرت، المرعى الكبير خلف نُزل سونّه، حيث تُعاد إلى أصحابها الأصليين. ومن هنا جاء اسم الحدث: في الشافشيد، حيث يتم فصل الأغنام وفرزها بحسب أصحابها.

وخلال كل ذلك، يمكن للمشاهدين الاستمتاع بالاحتفالات، حيث تقدم النُزل المحلية المأكولات الإقليمية، بما في ذلك أطباق مصنوعة من لحم الأغنام، وتملأ الموسيقى الأجواء في مختلف أرجاء القرية.

مواكب الماشية في سالزكامرغوت

من غروبرالم وصولاً إلى الوادي في منطقة فوشل زيه

تُعدّ غروبرآلم في هينترسي، الواقعة على ارتفاع نحو ألف متر فوق مستوى سطح البحر، مكاناً ذا جمال خلاب بشكل خاص. ففي سبتمبر من كل عام، تتولى العاملات في حلب الماشية والرعاة في منطقة سالزبورغلاند مهمة إضافية: صناعة الأغطية المزخرفة التي ترتديها الأبقار خلال مواكب ألمابتريب. ومع منتصف سبتمبر، يحلّ اليوم الكبير، حيث تبدأ الاحتفالات في الصباح، تليها عملية جمع وتزيين الماشية عند الظهيرة. وفي فترة ما بعد الظهر، ينطلق جميع الراغبين في المشاركة معاً في الرحلة نزولاً إلى الوادي.

ثم يعود الهدوء إلى غروبرآلم.  ووفقاً للأسطورة، بعد انتهاء الصيف الألبي، تنتقل كازاماندل — الروح الجبلية — إلى الأكواخ وتقيم فيها حتى بداية الصيف التالي.

ملاحظة مهمة:

يُقدّم دليلنا لمحة عامة عن رحلات نقل الماشية في المحافظات، ولكنه ليس شاملاً ولا يُقدّم أي ضمانات. نبذل قصارى جهدنا لتحديث المعلومات باستمرار. ونظراً لاحتمالية تغيير التواريخ في وقت قصير، يُرجى مراجعة موقع الويب الخاص بالمنطقة المعنية أو التواصل مع مكتب السياحة المحلي.

التقاليد ما بين البحيرات والجبال

مواكب الماشية في كارينثيا والنمسا العليا

كارينثيا

باد كلينكيرشهايم، 13 سبتمبر 2025 (الرابط باللغة الألمانية)

النمسا العليا

باد إيشل سالزكامرغوت/ريتنباخالم، نهاية سبتمبر/بداية أكتوبر

داخشتاين سالزكامرغوت/غوساو، موسالم، 20 سبتمبر 2025

أبرز معالم جبال الألب في الخريف

مواكب الماشية في سالزبورغرلاند

بروك فوش آم غروسغلوكنر، 6 سبتمبر 2025

فيلزموس، 22 سبتمبر 2025

منطقة فوشلسي/ غروبيرالم هينترسي، 13 سبتمبر 2025

وادي غاستين/ سبورتغاستين، شيب درايف، 13 سبتمبر 2025

كريمل، 20 سبتمبر 2025

بينزغاو/ ميشوفن، 20 سبتمبر 2025

رادستادت، 13 سبتمبر 2025

فاغرين، 20 سبتمبر 2025

في القلب الأخضر للنمسا

مواكب الماشية في ستيريا

جوغلاند فالدهيمات/ هوخفيشسيل، 13 سبتمبر 2025 (الرابط باللغة الألمانية)

• طريق الماشية كوفلاخ ليبيزانر، 20 سبتمبر 2025

لاختال/ هوتشيغ، 27 سبتمبر 2025

رامساو آم داخشتاين / فالشيرالم، 19 و20 سبتمبر 2025

في مهرجان العائلة الكبيرة

مواكب الماشية في تيرول 1/2

آخنسي/بيرتيساو، 17 و19 و27 سبتمبر 2025

ألباختال، 20 و27 سبتمبر 2025

منطقة العطلات إمست/تارينز، شافشيد، 14 سبتمبر 2025

 

جبال كيتسبوهل

بريكسن إم تال، 20 سبتمبر 2025

منطقة العطلات هوهي سالفي/هوبفغارتن، 27 سبتمبر 2025

كيرشبيرغ في تيرول، 20 سبتمبر 2025

وادي بيليرسي، التاريخ غير معروف بعد

وستندورف إم بريكسنتال، 20 سبتمبر 2025

 

كوفشتاينرلاند

إيبس، 11 أكتوبر 2025

تيرسي، 20 و27 سبتمبر 2025

العودة إلى الوادي

مواكب الماشية في تيرول 2/2

ليشتال/ستيغ 13 سبتمبر 2025

بيتزتال/جيرزينس 13 سبتمبر 2025

تانهايمر تال 14/13 و20/19 سبتمبر 2025

تيرولر أوبرلاند/ريد 13 سبتمبر 2025

فايلدر كايزر/سول 20 سبتمبر 2025

•  فيلدشوناو / أوفاخ  20 سبتمبر 2025 

تسيلرتال

فوغن-كالتنباخ 13 سبتمبر – 4 أكتوبر 2025

غيرلوس 27 سبتمبر 2025

هينترتوكس 27 سبتمبر 2025

زيل أم زيلر 27 سبتمبر 2025

مهرجان الخريف للثقافة الألبية

مواكب الماشية في فورارلبيرغ

بريغنزرفالد

أو-شوبيرناو، 13 سبتمبر 2025

شوارزنبرج، 6 سبتمبر 2025

كلاينفالسرتال، 19 سبتمبر 2025

مونتافون

ألب لاتونس، بارثولومابيرج، 30 أغسطس 2025

ألبه أونتري غافلونا، سيبرتال، 5 سبتمبر 2025

ألب فيرغالدن، جارجيلين، 6 سبتمبر 2025

ألب نوفا وألب زامانج، سانت جالينكيرشن، 6 سبتمبر 2025

ألب لون، فاندانس، 6 سبتمبر 2025

ألب فريش، سيلبرتال، 13 سبتمبر 2025

ألبه سبورا / فولسبورا / لاتشاتس / تيليسونا وهورا، تشاغونز، 13 سبتمبر 2025

لماذا تعتبر الزراعة في جبال الألب مهمة للغاية؟

الحفاظ على المشهد الثقافي

تساهم الزراعة في المناطق الجبلية في الحفاظ على المشهد الثقافي وتلعب دوراً حيوياً في حماية الوديان. كما تساعد المراعي المُدارة بفعالية في منع الانهيارات الثلجية والانزلاقات الطينية.

تعزيز التنوع البيولوجي

تساهم المراعي الجبلية في منع النمو المفرط للنباتات وتشجع التنوع البيولوجي. إذ يمكن أن تنمو عشرات الأنواع المختلفة من الأعشاب في متر مربع واحد فقط، وهو تنوع حيوي للنظام البيئي.

طعام عالي الجودة

يقوم المزارعون والرعاة في جبال الألب بإعداد منتجات ألبان ممتازة من الأبقار والأغنام والماعز.

مكان لإعادة شحن الطاقة

تُعد المراعي الألبية أماكن للطاقة والهدوء، حيث توفر الراحة والاستجمام في بيئة جبلية بكر.

الاستدامة الاجتماعية والثقافية

لماذا تُعتبر التقاليد والعادات مستدامة؟

في النمسا، يرتبط الحفاظ على التقاليد والعادات ارتباطاً وثيقاً بالاستدامة. فممارسات مثل ألما بريف والمهرجانات التقليدية والحرف الإقليمية تعكس احتراماً عميقاً للطبيعة وللموارد الطبيعية. كما تعزز هذه العادات الوعي وتقدير النباتات والحيوانات المحلية، فضلاً عن تعزيز الوعي البيئي.

تدعم التقاليد أيضاً الاستدامة الاجتماعية، إذ تساهم الاحتفالات مثل مهرجانات عمود مايو وعادات عيد الفصح وعيد الميلاد، في تعزيز روح المجتمع وتشجع على الاهتمام الجماعي بالمنطقة.

هذا وتعترف اليونسكو بالتراث الثقافي غير المادي الذي يشمل الطقوس التقليدية والعادات والحرف التي تنتقل عبر الأجيال. وبالنسبة للزوار، فإن تجربة هذه التقاليد الحية تمنحهم فهماً أصيلاً للثقافة النمساوية، وتساهم في تعزيز الهوية المحلية.

أسئلة شائعة

في كل خريف، عادةً من أوائل سبتمبر إلى منتصف أكتوبر، تُقام احتفالات ألمابتريب في جميع أنحاء النمسا. وخلال هذه الفترة، تعود الحيوانات التي قضت الصيف ترعى في مراعي جبال الألب إلى الوديان، برفقة المزارعين والعديد من الأيدي المساعدة.

في فصل الخريف، تعود فحول هافلينغر الصغيرة من مراعي جبال الألب التي قضت فيها الصيف إلى مزرعة فولينهوف في إيبس، تيرول.

في النمسا، يُحتفل بمهرجان عودة القطعان المعروف بـ " ألمابتريب " بوصفه تقليداً عريقاً يرمز إلى رجوع الماشية من الجبال إلى الوديان. وإذا مرّ فصل الصيف من دون حوادث، تُزيَّن الأبقار والأغنام، وغالباً خيول الهافلينغر، بالتيجان الملوّنة فيما يتم تعليق الأجراس في أعناقها. ويحرص يرافق المزارعون والرعاة على مرافقة الحيوانات خلال دخولها إلى القرية، حيث تُستقبل بالموسيقى والأطباق المحلية وأجواء احتفالية مبهجة.

من هنا، يشكّل يوم ألمابتريب جزءاً من التراث الحي في النمسا، وهو رمز للشكر وتبدّل الفصول، وتجسيد نابض للحياة من ثقافة جبال الألب.

تشير كلمة "الألمين" إلى مساحات ثقافية عريقة تعود لقرون، صنعها الإنسان في مناطق الألب. خلال أشهر الصيف، ترعى الأبقار أو الأغنام أو الماعز في هذه المروج والمراعي الجبلية العالية تحت إشراف الرعاة. وتتغذى الحيوانات بشكل أساسي على الأعشاب والنباتات الجبلية الغنية بالعناصر الغذائية. كما تُطلق تسمية "ألمين" أيضاً على الأكواخ والمزارع المرتبطة بهذه المراعي، وهي تلفظ وتُستخدم بمعنى قريب من: "ألب" أو "ألبه" أو "آلب".

الراعيات والراعون في المراعي الجبلية هم أشخاص يتولّون رعاية المواشي نيابةً عن المزارعين أو التعاونيات خلال أشهر الصيف. كما يقومون يستعملون الحليب لتحويله إلى جبن وزبدة ومنتجات ألبان أخرى، غالباً ما تُباع مباشرة في أكواخ المراعي. ويعود اسم المهنة إلى كلمة "سِنِّه"، وهي لفظ آخر يطلق على المرعى الجبلي الألبي.

تضم النمسا نحو 8,400 مرعى جبلياً يُدار بصورة نشطة، وتتمتّع بتنوع كبير يشمل مراعي الأعشاب وزهور البيلسان، إضافة إلى مراعي مخصّصة لإنتاج الأجبان ولتربية الأبقار والأغنام والخيول. وعادةً ما تُستثمر هذه المراعي بين شهري مايو وسبتمبر.

قد يكون هذا مثيراً للاهتمام أيضاً